ما هو هرمون الكورتيزول؟ كل ما تحتاج معرفته عن هرمون التوتر وتأثيره على صحتك
التوتر المزمن قد يكون علامة على اضطراب في هرمون الكورتيزول

هل شعرت يومًا بالتعب رغم أنك لم تبذل مجهودًا كبيرًا؟ أو لاحظت زيادة في وزنك رغم أنك لا تأكل كثيرًا؟ أو ربما تجد نفسك متوترًا طوال الوقت لأسباب بسيطة؟ قد يكون السبب وراء كل هذا شيئًا لا يخطر في بالك: هرمون الكورتيزول.
في هذا المقال، سنأخذك في جولة لفهم هذا الهرمون العجيب: ما هو، ماذا يفعل في جسمك، ماذا يحدث إذا زاد أو نقص، وكيف يؤثر على حياتك النفسية والبدنية، بل وحتى على تركيزك وذاكرتك.
ما هو هرمون الكورتيزول؟
الكورتيزول هو هرمون يُفرَز من الغدة الكظرية، وهي غدة صغيرة موجودة فوق الكلى. يُعرف غالبًا باسم "هرمون التوتر" لأنه يزيد في الجسم عندما نمر بضغط نفسي أو بدني.
لكن دوره لا يقتصر على التوتر فقط، فهو مسؤول عن تنظيم عدة وظائف مهمة في جسمك، منها:
✅ التحكم في مستوى السكر في الدم
✅ تنظيم ضغط الدم
✅ دعم الجسم في التعامل مع التوتر
✅ التأثير على دورة النوم
✅ المساهمة في التمثيل الغذائي للدهون والبروتينات
ببساطة، الكورتيزول هو هرمون لا غنى عنه للحياة، لكن زيادته أو نقصه بشكل مستمر قد يسبب مشاكل صحية كثيرة.
ماذا يفعل الكورتيزول في الجسم؟
في الحالات الطبيعية، الكورتيزول يساعد الجسم على التكيف مع الضغوط، ويمنحه دفعة من الطاقة. مثلاً عند الاستيقاظ صباحًا، يرتفع مستوى الكورتيزول ليُحضّر الجسم للنشاط. وعندما تواجه موقفًا مقلقًا، يرتفع لمساعدتك على التركيز والاستجابة السريعة.
لكن إذا ظل مرتفعًا لفترات طويلة بسبب التوتر المزمن، فهنا تبدأ المشاكل...
أعراض ارتفاع هرمون الكورتيزول
عندما يبقى الكورتيزول مرتفعًا لفترة طويلة، تظهر بعض الأعراض المزعجة التي قد لا تربطها بالهرمونات، مثل:
✅ زيادة الوزن، خاصة في البطن والوجه
✅ صعوبة في النوم
✅ الشعور بالقلق أو الاكتئاب
✅ ضعف في العضلات
✅ ضغط دم مرتفع
✅ حب الشباب أو مشاكل جلدية
✅ اضطرابات في الدورة الشهرية عند النساء
✅ ضعف في المناعة وزيادة الإصابة بالعدوى
ما أسباب ارتفاع الكورتيزول؟
أسباب ارتفاع الكورتيزول متنوعة، منها:
✅ التوتر النفسي المستمر: سواء في العمل أو بسبب مشاكل شخصية
✅ قلة النوم أو النوم غير المنتظم
✅ الإفراط في تناول الكافيين
✅ استخدام أدوية تحتوي على الكورتيزون لفترات طويلة
✅ وجود أورام في الغدة الكظرية أو النخامية مثل متلازمة كوشينغ
أعراض انخفاض هرمون الكورتيزول
من ناحية أخرى، نقص الكورتيزول يؤدي أيضًا إلى مشاكل، منها:
✔ الشعور المستمر بالتعب
✔ ضعف في الشهية
✔ انخفاض ضغط الدم
✔ دوخة خاصة عند الوقوف
✔ رغبة زائدة في تناول الملح
✔ انخفاض سكر الدم
✔ غثيان أو قيء
✔ اضطراب في المزاج وقد يصل للاكتئاب
ما أسباب انخفاض الكورتيزول؟
من أبرز الأسباب:
✔ مرض أديسون: وهو مرض نادر يحدث عندما تتوقف الغدة الكظرية عن إفراز الكورتيزول
✔ مشاكل في الغدة النخامية التي تتحكم بإفراز الكورتيزول
✔ التوقف المفاجئ عن أدوية الكورتيزون
✔ أمراض مناعية تؤثر على الغدة الكظرية
تحليل الكورتيزول: كيف يتم وما الشروط المطلوبة؟
✅ لو كنت تشك أنك تعاني من خلل في الكورتيزول، فالحل الأمثل هو تحليل الدم أو البول أو اللعاب لقياس مستوياته. إليك أهم التعليمات:
✅ أفضل وقت لأخذ العينة يكون في الصباح بين الساعة 7 و9 صباحًا، لأن الكورتيزول يكون في أعلى مستوياته
✅ لا يلزم الصيام، لكن يُفضل أن تكون مرتاحًا قبل التحليل
✅ يجب إخبار المعمل أو الطبيب إذا كنت تتناول أي أدوية، خاصة الكورتيزون أو مضادات الاكتئاب
✅ أحيانًا يُطلب منك جمع عينة بول لمدة 24 ساعة إذا أراد الطبيب معرفة المستوى العام للكورتيزول على مدار اليوم
✅ في بعض الحالات، يُستخدم تحليل اللعاب ليلاً، خصوصًا عند الاشتباه في متلازمة كوشينغ
كيف يتم علاج ارتفاع الكورتيزول؟
يعتمد العلاج على السبب. مثلاً:
1- إذا كان السبب التوتر المزمن، فقد يكفي تغيير نمط الحياة، مثل النوم الجيد، ممارسة التأمل، والرياضة الخفيفة
2- إذا كان السبب أدوية الكورتيزون، يقوم الطبيب بتقليل الجرعة تدريجيًا
3- إذا وُجد ورم في الغدة النخامية أو الكظرية، فقد يتطلب جراحة أو علاج دوائي
4 - يمكن استخدام أدوية تقلل من إنتاج الكورتيزول مثل "ميتيرابون" أو "كيتوكونازول" حسب الحالة
علاج انخفاض هرمون الكورتيزول
إذا تبين أن لديك نقص في الكورتيزول، فالعلاج يكون عادة بإعطاء:
1- أدوية تعويضية مثل الهيدروكورتيزون أو البريدنيزولون
2- متابعة دورية لمستوى الكورتيزول وتعديل الجرعة حسب الحاجة
3- في حالات الضغط أو المرض، قد يحتاج المريض إلى جرعة أعلى (تُعرف بـ “جرعة الإجهاد”)
4- الاهتمام بالتغذية، وتناول كميات كافية من الملح إذا نصح الطبيب بذلك
علاقة هرمون الكورتيزول بالذاكرة والتركيز عند الطلاب
من المثير أن الكورتيزول يؤثر بشكل كبير على قدرة الدماغ على التركيز والتذكر. الطلاب، خاصة في فترات الامتحانات، قد يعانون من قلة التركيز وضعف الذاكرة بسبب التوتر وارتفاع الكورتيزول.
👍 القليل من التوتر مفيد لتحفيز التركيز
👎 لكن التوتر الزائد وارتفاع الكورتيزول يقلل من التركيز والانتباه، ويؤثر على منطقة الحُصين في الدماغ، وهي المسؤولة عن الذاكرة
نصائح للطلاب:
✔ خذ قسطًا كافيًا من النوم
✔ مارس بعض الرياضة أو المشي
✔ قلل الكافيين
✔ نظم وقتك لتتجنب التوتر الزائد
✔ لا تذاكر تحت ضغط دائم، فذلك يرهق المخ ويُضعف استيعابك
فى نهاية المقال لابد ان نعرف ان هرمون الكورتيزول له دور كبير في حياتنا اليومية، سواء شعرنا به أم لا. هو الرفيق الصامت في أوقات التوتر، لكن عندما يخرج عن نطاقه الطبيعي، يُصبح مصدرًا للمتاعب الصحية. الاستماع إلى جسدك، وملاحظة أي تغيرات، واللجوء للطبيب عند الشك، هو الطريق الأفضل للحفاظ على توازن هرموناتك وصحتك النفسية والبدنية.
إذا شعرت بأي من الأعراض السابقة، لا تتردد في زيارة الطبيب وإجراء تحليل بسيط قد يوضح لك الكثير.
💬 برأيك، هل من الممكن أن يكون التوتر والإرهاق اللي بنعيشه يوميًا مرتبطين بمستوى الكورتيزول في الجسم؟
شاركنا رأيك أو تجربتك في التعليقات... ويمكن تكون قصتك سبب في توعية شخص تاني!